محمد غالب القدسي
زمان الانتهاك: 22/1/2018
مكان الانتهاك: تعز
نوع الانتهاك: قتل
مرتكب الانتهاك: جماعة الحوثي “أنصار الله”
تمكن محمد القدسي من توثيق أشلاء ضحايا القصف الصاروخي الذي شنته جماعة الحوثي مطلع 2018، لكن القدسي وقبل أن يزود زملاءه ـ الذين يعملون في وسائل اعلام أجنبية ومحليةـ بالمادة المصورة، تحول إلى أشلاء متفحمة بقصف آخر بعد ساعات.
حدث ذلك بتاريخ22 كانون الثاني/ يناير 2018، أثناء تواجد محمد غالب القدسي، 30 عاماً، في منطقة الخيامي مديرية المعافر جنوب محافظة تعز، لأداء مهمة صحفية، فبالإضافة إلى عمل القدسي مصوراً لإحدى القنوات المحلية كان يزود العاملين في وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية بالمواد التي يصورها هنا وهناك.
وقد كان القدسي، في ذلك اليوم، برفقة مراسل قناة بلقيس فواز الحمادي، لتغطية حفل تقيمه قوات الأمن الخاصة بمناسبة تخرج دفعة جديدة من منتسبيها، غير أن صوت انفجارات أنهت الفعالية وفرقت المحتفلين، كما يؤكد الحمادي في شهادته لمركز فري ميديا للصحافة الاستقصائية:
«سمعنا انفجارًا قويًا بالقرب من مكان الفعالية» عقب ذلك، تم إلغاء بقية الاحتفال، انتشر الجنود وتفرق الضيوف: «عند خروجنا من المعهد، سمعنا صرخات ونداء استغاثة من المواطنين في القرية المجاورة للمعهد التقني، كان الناس يتحدثون عن سقوط صواريخ على القرية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من المدنيين الأبرياء».
بإنهاء الفعالية العسكرية للقوات التابعة للحكومة، انتهى القصف المكثف الذي شنته جماعة الحوثي على المنطقة، وإثر ذلك انطلق المصور محمد القدسي وفواز الحمادي لتوثيق المجزرة التي لحقت بعدد من المدنيين الأبرياء الذين كانوا يجلسون أمام منزلهم في القرية: «وجدنا أشلاء ضحايا فارقوا الحياة». قال الحمادي، وتابع: «سقط عليهم الصاروخ بشكل مباشر. كان المشهد صادم جداً».
الصحفي محمد مارش والذي كان في طريقه إلى المنطقة قادماً من عدن، علم بنبأ المجزرة من بشير عقلان، المراسل السابق لقناة روسيا اليوم، حينها تواصل مارش مع محمد القدسي للحصول على مواد يزود بها وكالة رويترز، بحسب إفادته التي وثقناها في مركز فري ميديا، وقد أبلغه القدسي بأنه ترك قرص الذاكرة عند أحد حراس بوابة المعهد التقني، وطلب منه الانتظار هناك بالقرب من المعهد.
جاء محمد القدسي واتجه لجلب الذاكرة من البوابة، يقول مارش: «في هذه الأثناء سمعنا صوت صفير وانفجار كبير، طارت السيارة إلى الأعلى وعادت، امتلأ المكان بالغبار والدخان، لم أعلم ما الذي حصل، حاولت انزل من الباب لم يفتح، دخل عمود خرسانة من نافذة السيارة» بعد ذلك، يضيف مارش: «شاهدنا بشير والدم يخرج من أذنيه. كانت فاجعة».
في تلك اللحظات، لم يكن لدى مارش أي فكرة عن وضع محمد القدسي، ولهذا اتجه لإسعاف بشير بسيارة أحد المواطنين إلى مستشفى الصفوة وسط مدينة تعز.
بحسب التحليل الفني الذي أجرينا في مركز فري ميديا والشهادات التي وثقناها، فقد أطلقت جماعة الحوثي عددا من الصواريخ والقذائف، تكرر إطلاق الصواريخ أكثر من مرة في ذلك اليوم حتى بعد إنهاء حفل القوات الخاصة والمجزرة التي حصلت للمدنيين، بحسب فواز الحمادي، فقد كان الحوثيون يعلمون «أن الصحافيين والمصورين يأتون إلى المنطقة لتوثيق الجريمة، وبالتالي، تعمدت استهدافهم للمرة الثانية والثالثة بالصواريخ» «أحد هذه الصواريخ سقط على بوابة المعهد التقني، فقدت الوعي وأفقت بعد فترة وجيزة» يؤكد مراسل بلقيس.
أسعف المواطنون محمد القدسي إلى مستشفى خليفة العام في مدينة التربة، وصل فواز إلى المستشفى، فأخبروه بأن زميله المصور في ثلاجة الموتى: «كان جسمه متفحماً، وقد تغيرت ملامح وجهه» «كانت لحظة صدمة مؤلمة جداً ولا أستطيع أن أنساها أبداً».
*فري ميديا للصحافة الاستقصائية، يدعو الزملاء الصحفيين والمنظمات الحقوقية، لمناصرة قضايا الصحفيين اليمنيين الذين تعرضوا لانتهاكات في السنوات الماضية، والعمل على تفعيل العدالة ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات.
ملاحظة
| هذه الملخص المختصر جزء من مشروع “من أجل الحقيقة”، الذي سينشر في إطاره تقرير متعمق عن الحالة خلال العام الجاري 2024