قذيفة تقتل ثلاثة صحفيين في تعز

سياق القصة

تقي الدين محمد الحذيفي
وائل محمد العبسي
سعد النظاري

زمان الانتهاك: 26/ 5/ 2017
مكان الانتهاك: تعز
نوع الانتهاك: قتل
مرتكب الانتهاك: جماعة الحوثي “أنصار الله”

في صباح يوم الجمعة 26 مايو/أيار 2017، ذهب ستة متعاونون مع وسائل إعلام محلية وخارجية، لتغطية المعارك التي تدور بين الجيش التابع للحكومة المعترف بها دوليًا وبين جماعة الحوثي، شرقي مدينة تعز، غير أن قذيفة مصدرها الحوثيون، قتلت ثلاثة منهم، وهم: تقي الدين الحذيفي، وائل العبسي، سعد النظاري، بينما أصيب الثلاثة الآخرون.
وثقنا في مركز فري ميديا تفاصيل الواقعة على ألسنة الجرحى، أحد شهود العيان «بُترت قدمه»، وصلاح الوهباني «تمزقت أعصاب يده» وأسيد العديني، «كانت إصابته طفيفة».
كان سعد النظاري قد أصيب قبلهم بوقت قصير، شظايا  قذيفة اخترقت بطنه، ظل ينزف، ولم يتمكن الإسعاف من الدخول إلى المكان الذي يتواجد فيه النظاري ففارق الحياة، وبعد وقت وجيز، ستحط قذيفة أخرى على زملائه الخمسة الآخرين.


«كان معنا كاميرا وثقت الحادثة نفسها، صورت وقوع القذيفة، صورت أثناء الإسعاف تم تداول هذه اللقطات في معظم القنوات» يقول أحد شهود العيان، الذي كان يعمل مصورا مع قناة عدن الفضائية التابعة للحكومة، يضيف: «طبيعة عملنا، تصوير وتوثيق ما يحدث في مدينة تعز، سواء في الجبهات، أو القصص الانسانية  في مخيمات النازحين».


كانت المعارك على أشدها في معسكر التشريفات، شرقي مدينة تعز يوم الجمعة الموافق 27/5/2017،  كان الحوثيون يطلقون قذائف الهاون والدباب بشكل هستيري، حسب شهادة صلاح الوهباني الذي ستتمزق أعصاب يده فيما بعد، فقد ذهب المصورون لتغطية القصف وتزويد الرأي العام ووسائل الإعلام بما يحدث، وعندما كانوا بالقرب من مدرسة محمد علي عثمان: «كنا معرضين للكشف، وتنفيذاً لأوامر قائد الجبهة بالانسحاب للخلف حتى نكون في أمان، عدنا للخلف».


يقول أسيد العديني: «ونحن متجمعون، بدأنا تصوير بعض اللقطات اذا بقذيفة هاون تسقط  بالقرب منا» يتابع: «تتطاير إليَّ حجر، أصابتني بكدمات. اعتقدت بأن الكل مثل حالتي، لم يصابوا إصابات خطيرة، قمت بتصوير دخان الضربة، تفاجأت بصوت أحد شهود العيان يصرخ :قدمي قدمي».
كان أسيد قريبا من زميله وائل العبسي الذي يعمل متعاوناً مع الفضائية اليمنية، أسيد وهو يحمل أحد شهود العيان، قال لوائل أن يتبعه إلى الداخل خوفاً من سقوط قذيفة أخرى، لكن وائل أومأ برأسه يمينًا ويسارًا  بمعني أنه لا يستطيع النهوض.
يتذكر أحد شهود العيان المشهد: «شاهدت عظم قدمي قد اجتثت منها» «تم قطع الجلد الذي كان متبقي من قدمي، كان صلاح الوهباني يصيح: يدي يدي».


عاد أسيد إلى وائل، للأسف، كان وائل: «ينازع.. عندما قمت بأخذه لمستُ أحشائه.. كان الموقف صعب.. لا يوصف.. لا تصفه الكلمات.. أخذته إلى الداخل،  ماهي إلا لحظات وفارق الحياة».


خرج أسيد، مرةً أخرى للبحث عن صلاح الدين الوهباني، وتقي الدين الحذيفي الذي كان متعاوناً مع قناتي العربية والحدث  بالإضافة إلى قناة لجزيرة، يقول أسيد: «تفاجأت أن تقي الدين الحذيفي، جثة هامدة، كانت إصابته بالغة كون القذيفة سقطت بالقرب منه» مع أن الحذيفي الوحيد الذي يرتدي درع حماية الصحفيين، يضيف أسيد: «ورأيت صلاح الدين الوهباني،  قد أصيب هو الآخر بشظايا في ساعد اليد اليمنى، أدت إلى تمزّق الأعصاب» تسببت له بالشلل النصفي، فيما ما بعد، يؤكد أسيد: «أخبرنا أفرادًا في تلك المنطقة أن “الهاون التابع للحوثيين، يتواجد على تبة تسمى “الكرفة” مطلة على الموقع الذي كنا موجودين فيه ويمكنهم رؤيتنا من خلال المنظار بوضوح. استهدافنا من قبل الحوثيين كان متعمدًا».
 

*فري ميديا للصحافة الاستقصائية، يدعو الزملاء الصحفيين والمنظمات الحقوقية، لمناصرة قضايا الصحفيين اليمنيين الذين تعرضوا لانتهاكات في السنوات الماضية، والعمل على تفعيل العدالة ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات.

ملاحظة

هذه الملخص المختصر جزء من مشروع “من أجل الحقيقة”، الذي سينشر في إطاره تقرير متعمق عن الحالة خلال العام الجاري 2024

شارك