كاميرا توثق مقتل المصور الشيباني

سياق القصة

أحمد عبداللطيف الشيباني
زمن الانتهاك: 16/02/2016
مكان الانتهاك: تعز
نوع الانتهاك: قتل
مرتكب الانتهاك: جماعة الحوثي “أنصار الله”

في أول تغطية صحفية له مع القناة التي تعاقدت معه، كان المصور أحمد الشيباني نفسه المادة المصورة، بعد أن التقطته عدسة أحد زملائه وهو يسقط قتيلاً في منتصف الطريق برصاص قناصة جماعة الحوثي، بتاريخ 16 فبراير 2016.


كان أحمد عبداللطيف الشيباني، «30عاماً»، متعاقداً مع قناة اليمن الفضائية التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، وقد ذهب في 16فبراير/شباط 2016 مع مجموعة من الصحفيين والصحفيات، لتغطية الاشتباكات المسلحة والتي كانت تدور بين قوات المقاومة الشعبية المسنودة بالجيش التابع للحكومة، وبين مسلحي جماعة الحوثي «أنصار الله»، في منطقة الحصب غرب مدينة تعز.


مركز فري ميديا للصحافة الاستقصائية، وثق شهادات الصحفيين الذين ذهبوا لتغطية المعارك ومعهم الشيباني، أثناء وصولهم، أكد أحمد البكاري: «تم استهدافنا أنا والزميل عبدالعزيز الذبحاني من قبل القناص المتمركز على تبة الأرانب». «الأرانب» تلة تقع غربي مدينة تعز، تطل على شارع الحصب، وسنة 2016 كان الحوثيون يتمركزون فيها بالإضافة لتمركزهم فوق مبانٍ مرتفعة تطل على شارع المرور، تحديداً على المكان الذي يقطع منه المارون، الشارع إلى الضفة الآمنة.

بعد الانتهاء من تغطية الاشتباكات والحريق الذي نشب في أحد مصانع هزاع طه في نفس المنطقة، تقول الصحفية آفاق الحاج:« كان علينا اجتياز الشارع للعبور إلى الجانب الآخر ومغادرة المنطقة بأمان».
اجتاز الصحفيان أحمد البكاري وعبدالعزيز الذبحاني، المكان أولاً إلى الضفة المقابلة، بينما كان أحمد الشيباني إضافة إلى الصحفيتين آفاق الحاج ونعائم خالد، يتأهبن للعبور الخاطف يقول الذبحاني: «فكرت بتوثيق وجود الصحفيات، مشهد عظيم وصورة جبارة لواقع الإعلام اليمني وكفاح الصحفيات اليمنيات في هذا التوقيت».

أثناء عبورهن، تقول  آفاق: «سمعت أحد الزملاء يصرخ أحمد.. أحمد.. لم أكن أعلم ماذا حدث؟» تضيف: «بعد عبوري للجانب الآخر التفت وأراه ـ أي أحمد الشيباني ـ ملقى على الأرض والدماء تنزف من رأسه».
«باشرته مليشيا الحوثي برصاصتين مباشرتين في الرأس سقط على إثرها شهيدًا» قال الذبحاني الذي التقط مشهد قنص الشيباني، وأكد زميله البكاري: «لاتزال صوت طلقة اختراق رصاصة القناص لرأس الزميل أحمد الشيباني ترن في أذني حتى اليوم».


استمر القنص، وأحمد الشيباني ملقى على الأرض «حاول مجموعة من المتواجدين ـ من مسلحي المقاومةـ سحب أحمد من وسط الرصيف، كانت مغامرة خطيرة، وتمكنوا من سحبه إلى أحد الأطقم العسكرية وإسعافه إلى مستشفى الروضة لكنه كان قد فارق الحياة».

ذهب عبداللطيف الشيباني، والد أحمد إلى المستشفى فور وصوله نبأ مقتل ولده، قال عبداللطيف لفريق فري ميديا للصحافة الاستقصائية، أنه ذهب ليأخذ جثة ابنه «لكنهم رفضوا حتى استكمال الإجراءات القانونية» صباح اليوم التالي عاد عبداللطيف بولده أحمد إلى مقبرة القرية. وأشار: «لم أقم بتبليغ أي جهة عن الحادثة كونه تم استهدافه من قبل جماعة الحوثي ولم يتعرض مسبقًا إلى تهديدات».


لم تقم النيابة العامة بدورها في التحقيق بواقعة مقتل الصحفي أحمد الشيباني، بينما أعدت المباحث الجنائية تقريرا جنائيًا يتكون من 11 صفحة، حصلنا عليه، التقرير يحتوي على 12 صورة فتوغرافية توضح مكان إصابة الضحية وشكلها وحجمها، وبعض تفاصيل واقعة القتل. 

  فري ميديا للصحافة الاستقصائية، تدعو الزملاء الصحفيين والمنظمات الحقوقية، لمناصرة قضايا الصحفيين اليمنيين الذين تعرضوا لانتهاكات في السنوات الماضية، والعمل على تفعيل العدالة ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات.

ملاحظة

هذه الملخص المختصر جزء من مشروع “من أجل الحقيقة”، الذي سينشر في إطاره تقرير متعمق عن الحالة خلال العام الجاري 2024

شارك