قتل احترافي لصحفي والمشتبهون خارج دائرة الاتهام

سياق القصة

فواز على أحمد الوافي
زمان الانتهاك:
22 مارس 2022
مكان الانتهاك:
تعز
نوع الانتهاك: قتل
مرتكب الانتهاك: غير محدد

قبل العثور عليه مقتولاً داخل سيارته، كان الصحفي فواز الوافي «39 عاماً» يمارس نشاطه في محافظة تعز، في الجزء الواقع تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً.
بحسب أقوال أسرته، فقد كان الوافي قريباً من مجموعة من النشطاء يعملون في تقديم المساعدات الإنسانية المقدمة من جهات مجهولة المصدر، خلال عمله توصل إلى الكثير من المعلومات حول شبكة تعمل في تهريب الأثار وغسيل الأموال.   
في 22 مارس/آذار2022، عثرت الأجهزة الأمنية في مدينة تعز على الصحفي فواز الوافي مقتولاً داخل سيارته وعليه آثار تعذيب، وبالعودة إلى كاميرات المراقبة، تم رصد تحركات سيارة الضحية من لحظة خروجه من منزله حتى لحظة اختفاءها في منطقة المسبح الأسفل وسط مدينة تعز، ثم ظهورها مرة أخرى في منطقة وادي القاضي وعلى متنها جثة الوافي.
حددت الشرطة العديد من المشتبه بهم والشهود والدوافع المحتملة لمقتل الصحفي، لكنها لم تتمكن من ربط المشتبه بهم بالأدلة المتاحة، وقد تولى قسم القتل في البحث الجنائي عملية التحقيق مع نحو 22 شخص بينهم 15 شخصاً مشتبه بهم «نتحفظ على الأسماء». أشارت التحقيقات إلى أن مقتل الوافي مرتبط بأنشطته المهنية.

وصلت القضية إلى المحكمة التي طلبت من النيابة العامة التحقيق مع بقية المتهمين، لكن النيابة قررت عدم وجود أدلة ضد عدد من المشتبه بهم وأخرجتهم من دائرة الاتهام رغم توفر قرائن تشير إلى مشاركتهم في الجريمة، بينما  قدّمت النيابة ضابطاً يتبع قيادة محور تعز العسكري وهو مبتور الساقين، يدعى “ه،ع،م” كمتهم  درجة أولى، رغم عدم توفر الأدلة ضده، حسب اطلاعنا على ملف القضية.
أجرينا، في مركز فري ميديا للصحافة الاستقصائية، مقابلات مع مصادر مختلفة ذات صلة بقضية مقتل الوافي: المحامون  والمحققون الأمنيون، ووكلاء النيابة المختصة، وأسرة الضحية، كما قابلنا شهوداً لم يتحدثوا بعد إلى الشرطة خوفًا من الانتقام، بالإضافة إلى حصولنا على ملف قضائي مكونًا من نحو 700 صفحة، ومن خلال تحليل البيانات والمعلومات، والوقائع، والإجراءات، والنصوص القانونية، يتضح أن عملية قتل الصحفي فواز الوافي، كانت عملية منظمة وتم ارتكابها من قبل مجموعة من الجناة بتخطيط مسبق وتنفيذ باحترافية عالية، من حيث الاستدراج ولحظة التنفيذ، ومكان التنفيذ واخفاء الآثار، وتعدد مسارح الجريمة ومحو الأدلة.
وقال ضابط في البحث الجنائي إنه كان يمكن الوصول إلى الجناة الحقيقين، إذا قامت النيابة العامة بتحرير مذكرات إلى شركات الاتصالات وطلبت بشكل واضح سجلات المكالمات ونصوص الرسائل النصية لكافة المشتبه بهم وأماكن تواجدهم عند اجراء تلك المكالمات وتبادل الرسائل، وكذلك تعقب هاتف الضحية الذي استمر مع مرتكبي الجريمة حيث قاموا بحذف حسابات الضحية من على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أسابيع من وقوع الجريمة، كما أغفلت النيابة العامة تقارير أخرى حول رسم خرائط للإشارات بواسطة هوائيات الهاتف بالقرب من مسرح الجريمة، لتعيين إشارات كل مشتبه به ومقارنتها بمضمون إفادة تواجدهم وتحركاتهم يوم واقعة مقتل فواز الوافي، للمساعدة في التعرف على المنفذين والمدبرين لقتل الصحفي.


*هذا الملخص يأتي ضمن أنشطة مشروع “من أجل الحقيقة” الذي ينفذه مركز فري ميديا للصحافة الاستقصائية، ونؤكد أن هناك تفاصيل حساسة في هذه القضية قررنا حجبها حتى لا تضر مسار القضية المنظورة امام المحكمة، وسوف ننشر كافة التفاصيل في الوقت المناسب. وندعو الزملاء الصحفيين والمنظمات الحقوقية، لمناصرة قضايا الصحفيين اليمنيين الذين تعرضوا لانتهاكات في السنوات الماضية، والعمل على تفعيل العدالة ومساءلة مرتكبي هذه الانتهاكات.

ملاحظة

هذا الملخص المختصر جزء من مشروع “من أجل الحقيقة”، الذي سينشر في إطاره تقرير متعمق عن الحالة خلال العام الجاري 2024

شارك